بدأ التغيير في الجزائر مع دخول ثقافة المستعمر، عندما تعرضت التشكيلة الاجتماعية الثقافية، لعملية تثاقف عنيف، وعرف المجتمع ابتداء من ذلك الوقت ثنائية في ثقافته، بحيث أدخلت تشكيلة اجتماعية عصرية برموز جديدة حسب النمط الثقافي للمستعمر، فلم تصمد التشكيلة الاجتماعية التقليدية أمام تأثيرها، وكانت البنية الأسرية بما يتخللها من أدوار ووظائف وأفعال تقليدية، هي التي تدهورت تشكيلتها، وبدأت في التغيير الإجباري والدخول في منطق الثقافة العصرية.1 وبعد الاستقلال أصبح التغيير مسعى سياسة البلاد التي"دخلت في سيرورة تحديث شديدة السرعة في الفترة الأولى من مراحل التنمية حيث انصبّ التفكير حول مشاكلها وحول تهيئة المحيط"2 لتحقيق تطور الدول القوية، فجاء دور التغيير المخطط ،الذي استهدف سلوك الأفراد بما يتوافق والثقافة العصرية عن طريق فتح مجالات التعليم وإدخال الصناعة والتكنولوجيا وتأثير وسائل الإعلام.